إغراق تازة بمشردين" يغضب الساكنة.. والمجلس الجماعي يطالب بفتح تحقيق

رغم خُفوتها بين الحين والآخر، مازالت ظاهرة جمع أفواج من “المشردين والمختلين عقليا” ونقلهم مسافات بعيدة إلى مدن هامشية يثير النقاش بين المواطنين المغاربة؛ وهو ما تجدد فقط، قبل أيام، بمدينة تازة التي اشتكى فاعلون بها وسكان أحيائها من “إغراقها” بهذه الفئة.

وحسب ما رصدته جريدة هسبريس ضمن منشورات متعددة على مواقع التواصل فقد أثار الموضوع “مشاعر غضب وحنَق” واضحين لدى الفاعلين المعنيين، مؤكدين أنها “ليست أول مرة يتم فيها هذا الفعل”؛ فيما سارع حقوقيون إلى “قرع جرس الإنذار” بخصوص تفاقم الوضع.

وتعود الوقائع إلى شريط تناقلته مواقع محلية أظهَر “استقدام مشردين ومختلّين عقلياً”، ليلة الإثنين–الثلاثاء، عبر حافلة كبيرة لنقل المسافرين من مدن مختلفة وتفريغهم على بعد بضع كيلومترات قبل مدخل تازة الغربي.

وضمت الحافلة الظاهرة في الشريط المرئي “أشخاصا يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية حادة، قبل أن يتفرقّوا في أرجاء المكان معرضين حياتهم للخطر”.

بلاغ للجمعية المغربية لحقوق الإنسان–فرع تازة، اطلعت عليه الجريدة، سجل أن “عدد المختلين عقلياً ارتفع بشكل ملحوظ بالمدينة في الفترة الأخيرة، الأمر الذي يهدد حياة السكان، خاصة أن بعضهم يقومون بسلوكيات خطيرة تهدد سلامة الأفراد والممتلكات”، منبها إلى أن “وجود المختلين نفسيا وعقليا أضحى أمرا روتينيا دون أن تتدخل السلطات المعنية”.

“مجال الصحة العقلية والنفسية بمدينة تازة والإقليم لا يحظى بالاهتمام الكافي رغم ارتفاع نسبة الأمراض النفسية والعقلية والانتحار، كما أن السياسة الصحية في هذا المجال تبدو قاصرة عن توفير الرعاية الكافية للمرضى النفسيين والعقليين وحمايتهم”، يورد المصدر ذاته.

من جهتهم، أجمع نشطاء محليون على أن العملية بمثابة “جريمة ترحيل قسري”، فيما عبر آخرون عن تخوفهم من تزايد عدد “المختلين عقليا” قرب منازلهم وفي الشوارع التي باتت لا تخلو منهم، منبهين إلى “ميول بعضهم إلى العنف وردود فعل غير محسوبة العواقب”، مشتكين في إفادات للجريدة من تفاقم الظاهرة بالمدينة.

نبيل الريفي، فاعل وناشط مدني محلي بتازة، أكد في حديث مع هسبريس أنه شاهَد واقعيا عددا من المختلين عقليا يجوبون شوارع تازة، معلقا بالقول: “هؤلاء نَقلوهُم من مدينة آمنة في المغرب عبر حافلة بالليل، وأتوْا بهم ليَرْمُوهُم في مدخل تازة المظلم…”.

وأضاف الفاعل ذاته: “إنهم يقومون بتصرفات غريبة ويتعرّى بعضهم في الشارع العام، و’فيهوم اللي هاز أداة حادة وكيْخلع العيالات’، وهناك منهم من يرمي الناس بالحجارة…”، مؤكدا في تعليقه أن “تنقيل شخص بشكل قسري هو جريمة إنسانية، والساكت عنها مجرم!”، وفق تعبيره.

مراسلات رسمية للتدخل

عبد الواحد المسعودي، رئيس المجلس الجماعي لتازة، أكد في تصريح لـ هسبريس أن “جماعة تازة من منطلق مسؤولياتها وما يسمح به القانون قد تحركت لمحاصرة هذه الظاهرة المُشينة، التي يجب أن تُدان قانونياً، عبر كتابة مراسلتيْن وإبلاغهما إلى كل من الوكيل العام للملك بمحكمة تازة وعامل الإقليم”.

“نستنكر هذا العمل المشين ضد هذه الفئة باعتباره احتقارا تجاهها أولا، ثم تجاه ساكنة مدينة تازة”، يورد المسعودي، مشيرا إلى أن الشكاية الموجهة من المجلس الجماعي إلى الوكيل العام للملك، نظرا لاختصاصه القضائي، تأتي “لفتح تحقيق جنائي في هذه النازلة الموثقة بالصور وفيديوهات”، وزاد: “هناك اختصاص إداري يتمثل في رسالة إلى عامل الإقليم، طلبنا فيها منه فتح تحقيق كرئيس للسلطة الإقليمية”.

يشار إلى أن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتازة أكد في بلاغ منشور في صفحته على “فيسبوك” أنه “يتابع عن كثب انتشار ظاهرة المرضى النفسيين والمختلين عقليا، الذين لا تكاد تخلو شوارع مدينة تازة منهم”، مشددا على أنه “يدق ناقوس الخطر ويطالب إلى جانب العديد من الفاعلين الحقوقيين والجمعويين، وكذا عدد من النشطاء الغيورين على المدينة الذين أطلقوا نداءات عبر منصات التواصل الاجتماعي، بأن تتحمل الجهات المختصة، من وزارة الصحة والسلطات الإقليمية والمحلية والسلطات المنتخبة مسؤوليتها في هذا الموضوع، وبضرورة نقل هذه الفئة التي تشكل خطرا على نفسها وعلى الآخرين إلى مراكز الإيواء الخاصة بها، من أجل حمايتها والاهتمام بها”.

 

يوسف يعكوبي – عن جريدة هسبريس / الأربعاء 9 غشت 2023


ترميم المسجد الأعظم بتازة.. أية معايير وأي مستقبل ؟؟

الصور من عملية ترميم المسجد الأعظم بتازة العليا.

يبقى السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه:

هل تتم عملية الترميم هذه وفق المعايير والشروط الأساسية المعتمدة عالميا، والتي تُبقي لهذه المعلمة قيمتها التاريخية والحضارية والأثرية ؟!! أم أنها مجرد عملية تبليط بالأسمنت بطريقة عادية، ستُزيل كل أثر من آثار الماضي المجيد عن المسجد الأعظم، لتُحيل أسواره إلى كتل أسمنتية بلا قيمة، تنضاف لغابات الأسمنت الأسود الذي زحف على المدينة من كل جانب ؟!!!!!

مصطفى دكداك / الجمعة 21 يوليوز 2023