مجدولين العناية .

رائدة الفضاء التازية تمسك بأولى خيوط المجد والعلا.

--

"أعد كل من شجعوني أني سأعمل كل ما في وسعي لتشريف مدينتي العزيزة تازة ووطني الحبيب المغرب".

... كان الحلم صبيا يداعبها ويخلب لبها.. يمنيها.. يمشط روحها الفتية والبريئة, وظلت - هي- تناغيه وتحضنه حتى شب واشتد عوده. ولأن الحلم عادة ما يأتي على هيئة طائر وديع وهادئ... فقد كتب لها أن تطير بعيدا مع " كائناتها الرياضية"... لتمسك بأولى خيوط المجد والعلا وتكتب على جبين العالم اسم تازة بأحرف العظمة والعزة، وتقول بملء نبوغها : إن العبقرية لا لون ولا دين ولا جنس ولا وطن لها ... وإن القمة تتسع للجميع. هي جوهرة تازية من النوع النادر والأصيل.. حلقت ذات صيف في اتجاه الفضاء.. حاملة في طيات أعماقها لهفة الاكتشاف.. وحنين العودة إلى مسقط الرأس وجنة الوالدين، وألفة الأصدقاء.. وبين اللهفة والحنين قصة حلم تحقق، وفرح تدفق، ليغمرنا جميعا. مجدولين العناية، رائدة الفضاء التازية، وسفيرتنا إلى "الناسا"، فتحت قلبها لموقع مصتازا إثر عودتها من مخيم فضائي ب هانسفيلد بولاية ألاباما الأمريكية.


1- كيف استقبلت خبر استدعائك لزيارة الناسا ؟

** كان يوم السبت، كنا في الثانوية نستعد لحفل آخر السنة عندما هاتفتني أمي لتخبرني أنها تلقت مكالمة هاتفية - للتو - من السفارة الأمريكية تفيد أنه تم قبولي للذهاب في زيارة لوكالة الفضاء الأمريكية " الناسا"... غمرتني فرحة عارمة، إلا أنني وجدت صعوبة في تصديق أن حلما من أحلامي قد أصبح حقيقة، وسأتمكن من الذهاب إلى الناسا، اتصل أبي بالسفارة الأمريكية فأكدوا له الخبر، وعندها ازدادت فرحتي.


2- صفي لنا أجواء الرحلة، وظروف الاستقبال في الولايات المتحدة الأمريكية ؟ 

** قبل الرحلة تم توجيهنا من طرف السفارة الأمريكية بالرباط، وإطلاعنا على كل المعلومات المتعلقة بالسفر، ويوم 31 يوليوز ركبنا الطائرة التابعة للخطوط الملكية المغربية التي وصلت إلى نيويورك متأخرة بثلاث ساعات، مما سمح لنا نحن المغاربة بالتعارف أكثر ، في جو مسل رائع، لم أستطع النوم طوال الرحلة، وذلك لشدة حماستي. من نيويورك إلى أطلنطا ثم إلى هانتسفيل عبر طائرتين أمريكيتين، أما الغريب في الأمر فهو اعتذار الطيار الأمريكي لوصولنا المبكر بنصف ساعة إلى هانتسفيل. وجدنا في انتظارنا مرشدين استقبلونا ورحبوا بنا، وتحدثوا لنا أكثر عن المخيم، وعبروا عن مدى إعجابهم باستقبال أول جيل مغربي مشارك في مخيم "الناسا".


3- في "الناسا" فرقتكم الهويات ووحدتكم لغة العلم هل وجدت جوابا لسر تخلفنا وتفوق الآخرين ؟

** لا أعتقد أن سبب تخلفنا . اسر، بل هو أمر واضح يتجلى في اهتمامنا الضعيف بالعلم والتهاون الملاحظ أثناء إنجاز أعمالنا، وكمثال على ذلك: تأخر الطائرة المغربية ثلاث ساعات مقابل وصول الطائرة الأمريكية قبل نصف ساعة من الوقت المحدد، لطالما ارتبط النجاح بالجدية والشغف بما نقوم به، واحترام الوقت والالتزام به وعمل كل شيء في مكانه وحينه، فالشغف يعتبر حافزا أساسيا من أجل صنع النجاح، أما المثابرة والجد في العمل فيعتبران عاملين رئيسيين من أجل المضي نحو التقدم والمحافظة على استمرارية النجاح.


4- وعن تكوينك العلمي، هل له علاقة بمسار الوالد كأستاذ لمادة الرياضيات أم هو اختيار شخصي ؟

** لطالما كان أبي واقفا إلى جانبي ، مرشدا وداعما لي. لا يمكنني إنكار أنني تأثرت بشخصية أبي كأستاذ لمادة الرياضيات، فقد كان قدوة لي، إلا أن اختياري لمساري الدراسي كان شخصيا، مرتبطا بشغفي الكبير

بالرياضيات.


5- إذا التمس منك تلميذ أن تقدمي له وصفة دراسية، بماذا تنصحينه ؟

** أنصحه بالمثابرة والتحلي بروح التحدي، واكتشاف مكامن القوة داخله، والعمل على تفجيرها بالكد والاجتهاد - لأن كل إنسان يمتلك طاقات داخله وأن يعمل ليبرع فيما يجيده ويميل إليه.


-6- علمنا أنك ألفت نصا مسرحيـ ا بمساعدة أحد أساتذتك حدثينا عن مضمون النص ؟

** لقد قمنا أنا وثلاثة من أصدقائي بكتابة نص مسرحي اقترحناه على أستاذنا الرائع "سعيد الرحيوي" الذي أعاد صياغته كقصيدة شعرية بأسلوبه البديع. إذ نحاول من خلال قصة صغيرة التعبير عن نظرتنا لهذا العالم وتفسير بعض المشاكل الاجتماعية التي نعيشها. فلاحظنا أن ما يميز شيئا عن شيء آخر هم les adjectifs ثم قمنا بتخيل العالم دون « adjectifs » دون «vide » دون « plein » دون «noir » ... دون « grand » دون petit » دون « gentil دون mechant » دون « blanc » دون حيث قمنا بجمع كل « les adjectifs » في شجرة بعيدة لا تنتمي لهذا العالم ومن هنا يأتي اسم المسرحية « Tadjectifier » لتحملها الرياح إلى عالمنا في مهمة إضفاء الألوان والنكهات و المعاني لعالم لم نكن قادرين على وصفه بشيء . لكنني اخترت إبقاء parfait في l'adjectifier .... هناك بعيدا عن هذا العالم. وتتخلل القصة بعض الوقفات حيث الصراع بين feminin و masculin ذو الطابع الفكاهي ثم curieux و timide اللذان يتحدثان عن عيوبهما بكل عفوية في قالب ساخر. وكل الفضل يعود إلى أستاذنا القدير سعيد الرحيوي الذي لم يبخل علينا قط بتسخير وقته وجهده لإنجاح هذه المسرحية التي لعبناها بشكل جيد في حفلة توديع مديرنا المتقاعد.


7- لا شك أن تربية الوالدين أثرت في شخصيتك، لكن بموازاة ذلك لديك مثل أعلى في النجاح، من هو؟

** من شغفي بالرياضيات جعلني أنظر إلى كل علماء الرياضيات نظرة الاقتداء ولعل مثلي الأعلى في النجاح، هو Evariste Galois.


8- الملاحظ هو أن الإناث أصبحن أكثر تحقيقا للنتائج المشرفة، هل لديك تفسير لذلك ؟

** اعتقد أن المسالة مسالة اهتمام.. وترتيب الأولويات بما يخدم مصلحة التلميذ... ففريق « barça » - مثلا - شغل عقول الشباب ليصل بهم الأمر إلى إهمال الدراسة ، وإغراءات هذا العصر استحوذت على تفكير الشباب لتشغل مكانة العلم وتمحو حب التعلم في حين أن الفتيات أقل عرضة لهذا النوع من الإغراء.


9- لو اختارك مخرج سينمائي لتجسيد شخصية نسائية مرموقة، من تختارين ؟

** أفضل تجسيد شخصية خيالية ... لعلي أميل أكثر إلى الخيال.. لذا سأختار تلك الشخصية التي تحمل من المعاني والدلالات ما هو جد عميق: Antigone.


10 - يقول برجك "العذراء" أنك تحبين الفخامة، الأبهة، البذخ والترف وهناء العيش. هل هذا صحيح وهل تؤمنين بالأبراج ؟

** لا أو من بالأبراج، فهي مناقضة للدين، فليس هناك أفضل من التوكل على الله عز وجل- وتسليمه أمرنا ، راضين بالقدر خير وشره.


-11- في وقت فراغك ماذا تفعلين؟

** في وقت فراغي استمتع بمحاولة حل تمارين الرياضيات + الإبحار في عالم الانترنت.


12- ما هي الأكلة التي تجيدين طبخها ؟

** الأكلة التي أجيد تحضيرها هي البيض :)


13 - ماذا تعني لك الكلمات التالية :

الأم :

** مدرسة العطاء ... الصبر.. التضحية...

السلام

**حق يستحق الحرب من أجله.

الأنترنت

**شيء لا يمكنني العيش من دونه.

المنتخب الوطني

**سفير الرياضة الوطنية.


14- لو التقيت بالرئيس الأمريكي، ماذا كنت ستطلبين منه ؟

** كنت سأطلب منه أن يشجع العلوم في البلدان النامية، وأن يؤسس فيها فروعا لوكالة الفضاء "الناسا"، لأن هذه البلدان تحتضن طاقات ومواهب مغمورة تنتظر من يكشف عنها لتعبر عن قدراتها.


-15 - تقاطرت عليك وعلينا التهاني عن طريق التعليقات ورسائل البريد الإلكتروني، تفضلي بكلمة أخيرة عبر موقعك MOSTAZA لمن شجعوك وفرحوا لنجاحك..

** أوليس من الرائع رؤية كل هذه التعاليق المشجعة حقا التي ترسم الابتسامة على وجهي و تبهج صدري في كل مرة أقرؤها وتشعر أفراد عائلتي بالفخر وتوقد نار حماستي للقيام بكل ما في استطاعتي لأكون دائما عند حسن ظنكم ؟؟ أتوجه بالشكر الجزيل لكل من شجعني بتلك الكلمات التي تعني لي الكثير. هذا بالإضافة إلى امتناني الكبير لأساتذتي خاصة الأستاذ سعيد الرحيوي و الأستاذ "محمد المخفي" الذين لولاهما لما كنت لأختبر تجربة مخيم الناسا. وأخيرا أعد كل من شجعوني أني سأعمل كل ما في وسعي لتشريف مدينتي العزيزة تازة ووطني الحبيب المغرب.